الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية اسلام الزيتونة لا علاقة له بالظلامية والإرهاب

نشر في  26 جوان 2018  (10:45)

لماذا يلقبونهم بالمشائخ في الحوارات التلفزية وهم لا يفقهون في الدّين إلاّ القليل؟ لماذا غيّبوا أفكار مشائح الزيتونة ومعظم دعاة للتسامح والمعرفة؟ لماذا لم يغزو الساحة إلاّ كل حامل لمشروع ديني ظلامي أو داع إلى الإرهاب والقتل والتشدّد؟ لماذا يهاجمهون مشائخ الزيتونة باسم المعاصرة علما وأن مشائخ الزيتونة ـ ودون استثناء ـ كانوا يعتقدون أن الإسلام محاصر في تونس من قبل الكنيسة؟ إنّ معظم الشيوخ دعوا إلى الاستقلال ودرسوا فتياتهم ولم يتزوجوا الا بواحدة...
وفي هذا العدد ننقل إليكم شذرات من كتابات المرحوم شيخ الاسلام سيدي محمد الصالح بن مراد التي نشرت في مجلة «شمس الإسلام» سنة 1935 والتي تطرق فيها لعدة أفكار مع العلم أن شيخ الإسلام شجع ابنته بشيرة بن مراد على تأسيس أول اتحاد نسائي تونسي سنة 1932 وسنها لم يتجاوز 22 سنة...
ما جاء به الاسلام من الأصول السامية والنظامات العجيبة التي قضت على الأنظمة الفاسدة التي كانت شائعة في جاهلية العام كثير ولنكتف بالاشارة لبعضها لنعلم وجهة المشرع وكيف فازت شريعته على الشرائع كلها وأحرزت على الرضى والقبول.

حالة الانسان مع خالقه

قرر الاسلام  تقوية رابطة الانسان مع خالقه، وهي أكبر رابطة واعظمها اعتبارا، فأثبت أن الله قريب من عبده، وأنه أقرب إليه من حبل الوريد فما على الانسان الا ان يؤمن به ويستجيب له في اوامره ونواهيه، وليس هناك وسيط في ايصال الثواب أو غفران ذنوب العباد قال تعالى: «وإذا سألك عبادي عنّي فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي».

الانسان والسعادة

 قرر الاسلام أن السعادة في الاخرة بالاعمال والصفات الذاتية.
قال تعالى: «وان ليس للانسان إلا ما سعى، وإن سعيه سوف يرى»..

الانسان والدين

قرر الاسلام ان الدين شرع لخير الانسان ومصلحته لا لتسخيره واذلاله دل على هذا قوله تعالى: «ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم» فالدين جاء لتطهير القلوب من المفاسد ولتكميل الاخلاق حتى تتم نعمته على عبده فتسمو همته، ويستنير بأنوار تحرق الانانية وحب الذات فتتم الانسانية.

الانسان والعقل

قرر الاسلام حقوق العقل والعلم جاعلا العقل مناط التكليف ومحك التمييز بين الحق والباطل.

الانسان وأسرار الطبيعة

 ألفت الاسلام الانسان لنظام الطبيعة ووّجه نظرة لأسرارها الخفية، قال تعالى: «قل انظروا ما في السماوات والارض» وقال جل جلاله: «إن في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات للأولي الألباب».

الانسان مع الدين والدنيا

قرر الاسلام أن للانسان أن يأخذ حظه من الدنيا كما يأخذ حظه من الدين وآخى بينهما مبينا أنه لا عداوة بينهما قال جل من قائل: «ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله اليك».

الاسلام والمساواة

قرر الاسلام مبدأ المساواة العامة بقوله تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم».

الاسلام والشورى

قرر الاسلام مبدأ الشورى ليكون الناس على بصيرة من شؤونهم وتطمس معالم الاستبداد، قال تعالى: «وأمرهم شورى بينهم».

الاسلام وحرية  المعتقدات

قرر الاسلام وجوب الاتحاد بين الناس في المعاملات وترك لكل امة حريتها في اعتقاد ما تريده من العقائد، قال تعالى: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة. ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم»، فهو تعالى أرحم الراحمين بعباده وبهذا المبدإ أزل عن المسلمين التعصب الممقوت الذي استولى على نفوس الامم ، وتأصل هذا المبدأ السامي في قلوب المسلمين كما يشاهد ذلك في جميع أدوار تاريخهم.

الاسلام وناموس الرقي

قرر الاسلام الاعتراف بناموس الترقي وأنه ما على الامة التي تريد الفلاح والصعود الى قمة النجاح الا أن تنهض وتعمل في سبيل سعادتها معتمدة على نفسها وتترك الاتكال على الغير الذي هو عنوان الجمود والجهل بحقائق الحياة، قال تعالى: «تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون».
هذه خلاصة تلك المبادىء الاسلامية التي أقيمت عليها تلك المدنية العظمى ذلك الصرح العتيد والله الهادي للصواب.